موقع من لبنان:
بحيرة بنشعي لوحة من الطبيعة اللبنانية ومعلم سياحي مميز

تقع بحيرة بنشعي في قرية شمال لبنان، في قضاء زغرتا وتبعد نحو ساعة ونصف عن العاصمة بيروت.
هي بحيرة إصطناعية أشرف على بنائها وتمويلها النائب والوزير السابق سليمان فرنجية الذي إتخذ من قرية بنشعي مقرا له في فصل الشتاء.
سابقا، لم تكن سوى ارض مكسوة بأشجار الزيتون، ومنحدرات تعلوها نباتات العليق واشجار البلوط، غير ان رئيس تيار المردة المعروف عنه اهتماماته البيئية، سعى الى إستصلاح هذه الاراضي وتحويل جزء منها الى بحيرة اصطناعية تروي الاراضي المحيطة من جهة، وتكون تحفة طبيعية في الوقت عينه.
هذه البحيرة التي تحيط بها الجبال الخضراء من الجهتين الشمالية والشرقية، تشكل مقصدا للعديد من السياح والزوار، فقد شُيّدت على ضفافها العديد من المطاعم والمقاهي، فيما يعتبر الكورنيش المرصوف حولها بعرض 5 امتار منتزها للزائرين ومحبي ممارسة رياضة المشي والركض.
وتعتبر البحيرة محمية طبيعية أيضا، إذ تعيش في مياهها أنواع من الطيور ولا سيما الإوز والبط، ومئات الانواع من الأسماك، التي يستطيع المرء التمتع بمناظرها وألوانها من خلال القوارب التي يمكن استئجارها للتنزه بواسطتها في مياه هذه البحيرة.
وبجوارها، يقع متحف للحيوانات المحنطة تتوزع داخل اجنحته أنواع مختلفة من الحيوانات البرية والبحرية والطيور والاصداف والاسماك والزواحف، وصولا الى الفراشات الملونة، التي تشكل جميعها متعة للناظرين.
بحيرة بنشعي ومحيطها باتت مقصدا سياحيا هاما، حيث تقام فيها العديد من النشاطات الثقافية والترفيهية ولا سيما المعارض الحرفية والمهنية، التي تدلل على أصالة هذه المنطقة وتاريخها.
قلعة صيدا: آثار من الفنيقيين والصليبيين والمماليك.

قلعة صيدا هي إحدى القلاع الأثرية اللبنانية التي يعود تاريخ تشييدها الى عام 1228، حيث بناها الصليبيون فوق معبد فينيقي، على جزيرة تبعد نحو 80 مترا عن الشاطىء، وترتبط باليابسة بواسطة جسر صخري مبني على تسع قناطر.
على مدخل القلعة تستقبلك بوابة كبيرة، يمتد على جانبيها سور ضخم. ومن البوابة تلج الى برج شرقي كبير يبلغ طوله نحو 27 مترا وعرضه نحو 21 مترا، له بوابات عدة من الجهة الجنوبية وبوابة واحدة من جهة الشرق، كما يمكن الصعود الى سطح البرج بواسطة درج حجري، حيث تصل الى جامع صغير يعود تاريخه الى عهد المماليك.
وفي الجانب الغربي من القلعة، تجد برجا نصف دائري، يتضمن غرفا وقاعة كبيرة ودرجا يقودك الى سطحه. اما في الناحية الجنوبية الغربية، فلا يزال رصيف من الصخر يشكل مكسرا لأمواج البحر.
قلعة صيدا شهدت في الستينات نشاطات سياحية، إذ استضافت قاعاتها وساحاتها مهرجانات فنية شارك فيها مطربون لبنانيون وعرب كبار، ومعارض متنوعة، غير انها اليوم مخصصة لإستقبال الزائرين والسياح للتمتع بأجمل المشاهد والمناظر من على سطحها.
"جبيل" اللبنانية: ثاني أقدم مدينة في العالم

مدينة "جبيل" من لبنان هي ثاني أقدم المدن المسكونة في العالم، تقع على الساحل اللبناني، وتبعد نحو 37 كيلومترا شمال بيروت.
يعود تاريخ إنشائها الى عام 5000 قبل الميلاد، فيما أظهرت بعض عمليات التنقيب عن الآثار ان بداياتها تعود الى الألف السادس قبل الميلاد. ولكن المتفق عليه ان "جبيل" مدينة أسسها الفينيقيون، وانطلقت منها احرف الابجدية الى العالم، بينما أطلق اليونانيون عليها إسم "بيبلوس" في الالف الاول ما قبل الميلاد.
تعج هذه المدينة بالكثير من المعالم التاريخية والأثرية والسياحية مثل: المعبد الفينيقي، والقلعة الصليبية، والسور الأثري، والمسرح الروماني، والمدافن الملكية التي تحوي مقابر ملوك جبيل وكنيسة يوحنا المعمدان، فضلا عن بقايا أكواخ تعود الى العصر الحجري، وبقايا القلعة الفارسية والحمامات الرومانية، بالإضافة الى السوق القديم والقلعة البحرية، والمرفأ الذي شهد على التبادل التجاري بين سكان "جبيل" وبين الحضارات القديمة ولا سيما الفراعنة في مصر.
وتنتشر في "جبيل" اليوم العديد من المنتجعات السياحية والفنادق والمطاعم والمتاحف والمقاهي، وتستقطب سنويا اشهر الفنانين العالميين الذين يحييون فيها المهرجانات الدولية، وقد اختيرت عاصمة السياحة العربية للعام 2016.
باختصار، في "جبيل" يجتمع الماضي مع الحاضر، فهي مدينة مرّت عليها الحضارات القديمة، وتركت فيها شواهد على انماط العيش والحياة، لينهل منها كل محبي المعرفة والتأريخ، وتزاوجت في ارجائها الآثارات مع النهضة العمرانية، لتشفي بذلك غليل السياح الباحثين عن سياحة تمتزج فيها المتعة مع المنفعة الفكرية.
جبيل وصيدا وبيروت وصور تصنف ضمن قائمة أقدم 20 مدينة في العالم

نشر موقع صحيفة بريطانيّة مؤخرا تقريراً تضمن قائمة بأقدم عشرين مدينة في العالم، وقد احتلت أربع مدن لبنانية مكانا متميزا لها في هذه القائمة، حيث حلّت "جبيل" في المرتبة الثانية، و"صيدا" في المرتبة السابعة، و"بيروت" في المرتبة العاشرة، و"صور" في المرتبة الثانية عشرة.
وتناول التقرير بعض المعلومات عن هذه المدن، فتحدث عن ان مدينة "جبيل" اللبنانية التي اسسها الفينيقيون كانت مأهولة بالسكان منذ العام 5000 قبل الميلاد، ليطلق اليونانيون عليها لاحقا إسم "بيبلوس".
وتضمّ هذه المدينة الكثير من المعالم السياحيّة، مثل المعبد الفينيقي، والقلعة التاريخيّة، وكنيسة القديس يوحنا المعمدان التي بناها الصليبيون في القرن الثاني عشر، والسور الأثري الذي يعود إلى القرون الوسطى. من أبرز معالمها الحديثة المقاهي التي تنتشر في سوقها القديم، والمهرجانات الدوليّة التي تقام سنوياً وتستقطب أشهر الفنانين العالميين.
أما مدينة صيدا التي احتلت المرتبة السابعة فهي تبعد 25 ميلاً عن بيروت، وتعتبر من أهمّ المدن الفينيقيّة القديمة إذ كانت القاعدة الأساسيّة لنمو التجارة الفينيقيّة في المتوسط. وقد عاش فيها السكان منذ العام 4000 قبل الميلاد، وسميت آنذاك بمدينة "صيدون"، وهي مشهورة اليوم بقلعتها ومينائها وأسواقها القديمة.
ومن صيدا الى بيروت عاصمة لبنان ومركزه الثقافي والإداري والاقتصادي، فقد احتلت المرتبة العاشرة في القائمة. ويعود تاريخ مدينة بيروت إلى أكثر من 5000 سنة، وقد سكنها الأقدمون منذ العام 3000 قبل الميلاد. وما الآثار التي وجدت تحت الأرض فيها الا أكبر دليل على مرور الكثير من الحضارات القديمة عليها، فقد عُثر فيها على آثار فينيقيّة وإغريقيّة ورومانيّة وعربيّة وعثمانيّة. كما ذكرت بيروت في رسائل الفرعون المصري في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
المرتبة الثانية عشرة كانت من نصيب مدينة صور التي سُكنت منذ العام 2750 قبل الميلاد. ومنها خرجت أسطورتا الأميرة أوروبا والأميرة أليسار، إذ يروى ان الأميرة اوروبا خطفها الإله اليوناني زيوس بعدما بُهر بجمالها، ما دفع بأخوتها إلى الذهاب للعثور عليها، فساهموا بنشر الأبجدية الفينيقيّة في أوروبا. أما الأميرة أليسار فهي التي هربت من شقيقها بغماليون الطامع بثروتها وبالاستئثار بالحكم بعد وفاة والدهما، فبنت مدينة قرطاج في شمال أفريقيا. وقد كتب التاريخ عن صمود مدينة صور التي تعرّضت لغزو الاسكندر الكبير عام 332 قبل الميلاد بعدما حاصرها لمدة سبعة أشهر. وتحتوي هذه المدينة على ميدان خيل روماني، والكثير من الآثار، وقد أدرجتها منظّمة الأونيسكو على لائحة التراث العالمي.
يشار أخيرا الى ان هذه المدن الأربعة موضوعة على الخارطة السياحيّة اللبنانيّة، وتجذب كما الكثير من المدن اللبنانية السواح من مختلف أقطار العالم.