الجمهورية اللبنانية
آخر الأخبار
المديرية العامة للطيران المدني
اعادة اقلاع موقع المديرية

كلمة حق في الذكرى الاولى لرحيل اسعد قطيط

assaadkoteit-10032015

أسعد قطيط ليس إسماً للبناني عابر مرّ من حاصبيا في جنوب لبنان، بل هو مَعْلَم سطر التاريخ فيه مجد لبنان وقدراته الفكرية، هو مشعل أضاء بنوره وعلى مدى سنوات طويلة منظمة الطيران المدني الدولي، فساهم من موقعه كأمين عام للمنظمة بين عامي 1970 و1976، ثم كرئيس لمجلس المنظمة من العام 1976 حتى عام 2006 في تطوير قطاع الطيران المدني، وارساء مفاهيم جديدة لوظيفة الطيران المدني على انه وسيلة تحمل السلام بين دول العالم.

هذا اللبناني الأصل والتربية لمع اسمه عاليا، ورفع اسم وطنه ايضا، ونال خلال مسيرته المهنية العديد من الألقاب والأوسمة والمناصب الفخرية، فكان ان منحته جامعة كييف الدولية للطيران المدني دكتوراه فخرية في العلوم عام 1995، ونال في العام 2001 درجة دكتور علوم فخري من جامعة هانكوك للطيران في سيول، في جمهورية كوريا... واللائحة تطول.

قطيط الذي بدأ حياته كمحام في بيروت عام 1948، سرعان ما تولى إدارة الخدمات القانونية والاتفاقيات الدولية والعلاقات الخارجية في المديرية العامة للطيران المدني في لبنان حتى عام 1956، فساهم في تطوير دراسات عن الطيران المدني حتى عام 1964 لما يتمتع به من رؤية ثاقبة، ونجح في تمثيل بلاده في المحافل الدولية خير تمثيل، وارتقى بنشاطه وحكمته الى ان تسلم رئاسة المحكمة الدولية للتحكيم في مسائل الطيران والفضاء منذ العام 1995.

أسعد قطيط الذي كرّس حياته لخدمة منظمة الطيران المدني الدولي، صادف موعد الذكرى الاولى لرحيله مع بدء اجتماعات الدورة 204 لمجلس منظمة الإيكاو. وفي لفتة مميزة من لجنة أصدقاء قطيط وبالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي، جرى إحياء الذكرى الاولى لرحيله في قاعة الهيئة العامة للمنظمة، في 27 شباط الفائت، بحضور ممثلين عن الدول المشاركة في اجتماعات مجلس المنظمة في مونتريال.

مدير عام الطيران المدني دانيال الهيبي ألقى كلمة لبنان في المناسبة أشار فيها الى أهمية الشراكة والعيش المشترك التي تسود بين اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم السياسية والفكرية والطائفية، ما جعلت منه وطنا فريدا متعدد الحضارات والثقافات والاديان، لدرجة ان قال عنه قداسة الحبر الأعظم الأسبق البابا يوحنا بولس الثاني: " لبنان صغير جدا في مساحته لأن يكون بلدا، لكنه كبير جدا بأبنائه لأن يكون رسالة الى العالم".

واعتبر الهيبي ان اسعد قطيط هو أحد أبناء لبنان الذين تربوا على العيش المشترك والشراكة والحوار وعدم التفرقة، فاستمدّ من القيم التي ارساها أهله فيه حب العطاء والتفاني والصدق والمحبة والاحترام للآخرين طوال حياته في الخدمة العامة، ومسيرته المهنية، فكان نموذجا حيا لأبناء وطنه، ومبدعا في توسيع مساحات التلاقي.

وعن دور قطيط في تعميم ثقافة الحوار على العلاقات الدولية في مجال الطيران المدني، كانت مداخلة لممثل لبنان الرديف في الايكاو القاضي سليمان عيد الذي أكد ممارسة قطيط لـ"ديبلوماسية الطيران"، مستشهدا بقول له: "هناك واجب اخلاقي إلزامي للبحث عن حلول توافقية عند حصول تضارب بين مصالح الدول" كي لا يتحول الاختلاف في وجهات النظر الى نزاعات وصراعات كاملة. ولفت عيد الى ان قطيط وضع نصب عينيه المحافظة على استقلالية المنظمة وحيادها ومصداقيتها، وحرص على ان ينزع عن الخلافات بين الدول الطابع السياسي او العسكري، وانه استوحى من "ديباجة" اتفاقية شيكاغو دورا له كوسيط للسلام بين دول المنظمة طيلة نصف قرن.

وختم عيد بأن طبيعة اسعد قطيط المفعمة بالمحبة وفّرت له عددا لا يحصى من الأصدقاء في وطنه كما في كل دول العالم الذين كانوا يلجأون إليه طلبا للنصح، فكان الرجل الحكيم بآرائه الوازنة دوما، وقال: "انه لفخر لي ولزميلي دانيال الهيبي ان نكون في عداد هؤلاء الاصدقاء".